responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236

الحقد و الحسد

کتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الحقد والحسد، والفرق بينهما، والجذور التي تمدهما، وهل يمكن استئصالهما، أم يكتفى بإخماد نارهما.. ثم طلبت مني كعادتك في رسائلك أن أدلك على الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاجهما.

وكل هذه الأسئلة وجيهة، ولا يمكن لطالب التزكية ألا يعرفها، أو يتعلم علومها، حتى لو ظن أنه خال منهما.. وما أدراه أنه خال منهما.. فقد لا يكون تعرض للاختبار الخاص بهما، ولذلك ظن نفسه بمنجاة منهما.. والعاقل هو الذي يستعمل الوقاية قبل العلاج، ويستأصل الداء في مبدئه قبل أن يتحكم فيه، ولا يستطع إنقاذ نفسه منه.

وقبل أن أتحدث لك عن كل واحد منهما، وعلامته، والعلاج الخاص به، أذكر لك أنهما ينتميان لأسرة واحدة، هي الأسرة التي أطلق عليها القرآن الكريم لقب العدوان.. وهو لقب مرتبط بالمثالب التي لا تكتفي بصاحبها، وإنما تمتد لغيره، فيتحول من إنسان مسالم إلى إنسان عدواني.

وبذلك يفقد اسم الإسلام الحقيقي، الذي أخبر رسول الله a أنه لا يتحقق به إلا المسالمون، فقد قال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ([300])، ويفقد اسم الإيمان الحقيقي الذي أخبر رسول الله a أنه لا يتحقق به إلا (من أمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم) ([301])

والحقد والحسد ـ كما ذكرت لك في رسائلي السابقة ـ مرتبطان بتلك المثالب الخطيرة


[300] رواه البخاري ومسلم.

[301] رواه الطبراني والحاكم وصححه.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست