responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 237

التي هي أم لكل الأمراض، وأولها العجب الذي يجعل النفس لا ترى إلا ذاتها، فتعتبر نفسها المركز الذي ينبغي للجميع أن يلتف حوله.. وثانيها الغرور الذي يولده العجب، فيتوهم أنه الحق الذي لا يعتريه الباطل، والخير الذي لا يقع في الشر.. وثالثها الكبر الذي يخرج بالعجب والغرور من الذات ليتسلط بهم على كل ما هو خارج عنها.

فلذلك إن رأت النفس المعجبة المغرورة المستكبرة شخصا نال ما هو أفضل مما لديها، أو صُرفت الأبصار إليه، ولم تصرف إليها، ملأها ذلك حقدا وغيظا وغلا.. وقد يؤدي بها ذلك الحقد إن اشتد إلى إبرازه في صورة غيبة ونميمة وقذف.. أو في صورة إذية حسية قد تصل إلى حد القتل.. وقد لا يظهر في أي صورة، لعدم توفر البيئة المناسبة، أو لجبن صاحبها وخوره وضعفه.. لكنها تظل مثل تلك النار الخامدة التي قد تشتعل في أي لحظة.

ومن البديهيات بالنسبة لهذه النفس الممتلئة بالعجب والغرور والكبر أن تتمنى زوال كل نعمة لا تتعلق بها.. لأنها ترى في النعم المسداة لغيرها حائلا بينهم وبين النظر لها، والإعجاب بها وإكبارها.. لأنها تريد أن تكون المحور والمركز الذي يلتف حوله الجميع، وهذا هو الحسد.. والذي قد يكون نارا خامدة لا تظهر في الواقع، وقد تظهر في أي لحظة عند توفر الأسباب الداعية لها.

وبذلك يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تفرق بين هذين المثلبين، فأولهما ذلك الغل والغيظ الذي تمتلئ به القلوب، نتيجة خلاف أو غضب أو أي اختبار من الاختبارات الإلهية التي يبرز الله تعالى بها ما في الصدور.

والثاني هو انشغال النفس، لا بعدّ نعم الله تعالى عليها، ولا بسؤاله المزيد منها، وإنما بطلب سلبها على من تصورته منافسا لها، أو مثيرا للإعجاب بدلها..

إذا عرفت هذا، فاسمع للعلاج المرتبط بهما، والذي يمكنك باستعمالك الدائم له،

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست