responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 241

سليمة طاهرة، ليس فيها غل ولا حقد ولا حسد، ولذلك يستوي ظاهرها بباطنها، كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الصافات: 83، 84]

ويذكر القرآن الكريم القانون المرتبط بذلك، وهو ما عبر عنه قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88، 89]، وقد عقب الله تعالى الآية الكريمة بذلك الجزاء العظيم الذي يناله أصحاب القلوب السليمة، فقال: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾ [الشعراء: 90، 91]

وقد ورد في آية أخرى أنه لا يدخل الجنة أحد إلا بعد أن يمر على محال التأديب الإلهي في البرزخ أو الموقف أو غيرها حتى تطيب نفسه، ويتخلص من الغل الذي كان يحول بينه وبين دخول الجنة، كما قال تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 43]

فالآية الكريمة تشير إلى أن الله تعالى هدى هؤلاء بعد فترات طويلة من التربية إلى تطهير قلوبهم من كل آثار الغل إلى أن أصبحت سليمة وأهلا لدخول الجنة.

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تتوهم أن قلوبهم كانت مملوءة بالغل، ثم أُخرج منهم بماء شربوه، أو نهر اغتسلوا فيه، من غير جهد عملوه، ولا تأديب تعرضوا له.. فالأمر ليس كذلك.. ولو حصل ذلك لهم لحصل لغيرهم، ولما كان هناك معنى للتكليف.

فاحذر من تلك التفسيرات التي يفسرون بها الآيات الكريمة، والتي يجمعون فيها بين الجلاد والضحية، وبين المظلومين والمستضعفين، فعدالة الله ورحمته تأبى ذلك.

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست