responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 242

ثم إن عليك ـ أيها المريد الصادق ـ لتستأصل كل ما يمكن أن يثمر الحقد في قلبك أن تتناول تلك الأدوية التي وصفها لك ربك ونبيك ومن بعده أئمة الهدى، وورثة النبوة، ليصبح قلبك سليما طاهرا ليس فيه غل ولا حقد على أحد من الخلق.

وأولها أن تسارع إلى دعاء ربك ليزكيك ويطهر قلبك من كل ما يصرفك عنه، أو يبعدك منه، كما أخبر الله تعالى عن المؤمنين، وقولهم في دعائهم: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10]

وهذه الآية الكريمة تشير إلى أن الغل والحقد قد لا يكون مرتبطا بالبيئة المكانية والزمانية للنفس، بل قد يكون متغلغلا في جذور التاريخ، وأبعاد الجغرافية، ليشمل كل من يخالفها، ولو لم تربطها به أي علاقة.

ومن الأدعية المأثورة عن رسول الله a في هذا قوله: (ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، ربّ‌ اجعلني لك شكّارا، لك ذكّارا، لك رهّابا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أوّاها منيبا، ربّ تقبّل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجّتي، وسدّد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري‌([302]))([303])

وثانيها أن تملأ قلبك مخافة مما ورد في النصوص المقدسة التي تذكر أن الحاقدين محجوبون بحقدهم عن ربهم، وفضله وكرمه، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (يطّلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين ويمهل الكافرين، ويدع


[302] سخيمة صدري: غشه وحقده وغله.

[303] الترمذي(3551) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة(3830)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست