نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248
بعبادته.
ومثلهم أولئك النفر والطوائف من
أهل الكتاب الذي ما قدموا المدينة المنورة إلا لأجل النبي الموعود الذي كانوا
ينتظرونه، ويستفتحون به، لكنهم عندما رأوه وعرفوه أعرضوا عنه حسدا، مع علمهم أنه
مرسل من الله، كما قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ
أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109]
وهكذا عندما أخبر الله تعالى عن
أولئك النفر من أهل الكتاب الذين راحوا يعتبرون المشركين أهدى من المسلمين، والشرك
أفضل من الإسلام، ذكر أن سبب ذلك هو حسدهم، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ
وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ
آمَنُوا سَبِيلًا﴾ [النساء: 51] ثم بين سبب ذلك بعدها، فقال: ﴿أَمْ
لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ
يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا
آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾
[النساء: 53، 54]
وكل هذه الآيات تشير إلى أن
اعتراض هؤلاء في الحقيقة ليس على رسول الله a، وإنما على الله تعالى لاختياره له، وهو نفس ما وقع من المشركين
الذين أخبر الله تعالى عن حسدهم الشديد، وكونه السبب في إعراضهم على رسول الله a، فقال: ﴿وَجَحَدُوا
بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ [النمل: 14]
وذكر في آيات أخرى تلك الاقتراحات
التي كانوا يقترحونها على الله تعالى ليرسل لهم رسولا على مزاجهم، ومنها قوله
تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ
الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: 31]، ثم عقب عليها بقوله: ﴿أَهُمْ
يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 248