responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247

يوسف: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: 92])([322])

وحدثت عائشة قالت: (ما رأيت رسول الله a منتصرا من مظلمة ظلمها قطّ ما لم ينتهك حرمة من محارم الله، فإذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدّهم في ذلك‌ غضبا، وما خيّر بين أمرين إلّا اختار أيسرهما ممّا لم يكن مأثما)([323])

و عن الإمام الباقر قال: (إنّ رسول الله a أتي باليهوديّة الّتي سمّت الشاة للنبيّ a فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيّا لم يضرّه وإن كان ملكا أرحت الناس منه، قال: فعفا رسول الله a عنها)([324])

الحسد وعلاجه:

أول المعارف التي تحتاجها ـ أيها المريد الصادق ـ لوقاية نفسك من داء الحسد، هو أن تعلم أنك بحسدك لم تعتد على الذي حسدته فقط، إنما اعتديت قبل ذلك على الله تعالى، لاتهامك له بسوء التدبير والتقدير والعدالة، ولهذا رحت تعترض على نعمه الله التي أنعم بها على عباده، والتي لم توافق مزاجك، ولا هواك، كما عبر الشاعر عن ذلك بقوله:

أيا حاسداً لي على نعمتي ***   *** أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه ***   *** لأنك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربي بأن زادني ***   *** وسد عليك وجوه الطلب

ولهذا، لم يتوقف حسد إبليس عند آدم عليه السلام، وإنما راح يعترض على الله نفسه، عندما أمر بالسجود له، وما أمره الله بذلك إلا ليكشف عن حقيقته المدنسة التي كان يسترها


[322] الكامل لابن الاثير ج 2 ص 120.

[323] مسلم، ج 7 ص 80.

[324] الكافي ج 2 ص 107 و108.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست