responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 246

وأخبر عن موسى عليه السلام أنه قال: (يا ربّ أيّ عبادك أعزّ عليك؟) قال: (الّذي إذا قدر عفا)([317])

وأخبر عن الكرم العظيم الذي يناله أصحاب القلوب السليمة، فقال: (إذا وقف العباد نادى مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنّة قيل: من ذا الّذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس، فيقوم كذا وكذا ألفا فيدخلونها بغير حساب)([318])

وهكذا كان رسول الله a يرغب في العفو، وفي محو الأحقاد من القلب، والاكتفاء برؤية الله تعالى ونصره، حتى أنه أخبر أن: (من دعا على من ظلمه فقد انتصر)([319])

وقد جاءه بعض أصحابه يشكوه، ويقول له: (يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي)، فقال a: (لئن كنت كما تقول، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك) ([320])

وجاءه آخر يشكو مظلمة، أمره النبيّ a أن يجلس، في انتظار أن يأخذ له بمظلمته، لكنه قبل أن يأخذها له قال له مرغبا في العفو: (إنّ المظلومين هم المفلحون يوم القيامة)، فأبى أن يأخذها حين سمع الحديث‌([321]).

وقد ضرب رسول الله a أروع الأمثلة في ذلك، وقد روي أنه لما فتح مكّة طاف بالبيت وسعى وصلّى ركعتين، ثمّ أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال: (ما تقولون وما تظنّون؟) قالوا: (نقول أخ وابن عمّ حليم رحيم)، فقال رسول الله a: (أقول كما قال أخي


[317] الخرائطي في المكارم والبيهقي في الشعب.

[318] الطبراني في مكارم الأخلاق.

[319] الترمذي ج 13 ص 66.

[320] مسلم (2558)، وابن حبان (451) والبخاري في الأدب المفرد (52)

[321] ابن أبي الدنيا في ذم الغضب.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست