responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 262

بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ&﴾ [البقرة: 26]

فهذه الآية الكريمة تشير إلى أن المؤمنين يهتمون بكل ما ورد في النصوص المقدسة من حقائق، حتى لو تعلقت بذبابة أو بعوضة أو عنكبوت أو نملة أو نحلة، لأنهم يعبرون منها إلى غيرها.. أما أصحاب العقول الصغيرة؛ فيتركون العبور، ويكتفون بالحروف يرددونها، ويسخرون منها.

وقد ذكر الله تعالى مثالا لذلك ببني إسرائيل حين أمرهم موسى عليه السلام بذبح البقرة، وبدل أن ينظروا إليه كنبي معصوم يتلقى وحي الله، ويستحيل عليه أن يكذب أو يعبث، راحوا ينظرون إليه نظرة أخرى، تنبع من عقولهم الصغيرة التي تعودت أن ترى كل شيء بصورة اللاعب العابث، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67]

ولذلك بدل أن يسرعوا لتطبيق الأمر الإلهي، ويختاروا أي بقرة، راحوا يسألون، ويعبثون في أسئلتهم.. وقد شاء الله أن يمدهم في ذلك بما تشتهيه أنفسهم، وبدل أن يكون تكليفهم بسيطا محدودا صار ثقيلا مكلفا.

وإن شئت ـ أيها المريد الصادق ـ مثالا يقرب لك هذا، ويبسّطه، فاذكر قصة نيوتن مع التفاحة، والتي جلب انتباهه سقوطها إلى الأرض، وعدم سقوطها في جهة أخرى غير جهة الأرض، وقد أوحى له ذلك الاهتمام وعدم التحقير إلى تساؤلات كثيرة جرته الإجابة عليها إلى اكتشاف قوانين الجاذبية، وقوانين أخرى ساهمت في نشأة الفيزياء المرتبطة بنيوتن وتفاحته، وكان لذلك كله

 

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست