نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263
أثره في الثورة الصناعية الكبرى،
والتي استطاعت بعد ذلك كله أن تخرج أوروبا من عصور التخلف لتزج بها في عصر النهضة
الحديثة.. ولا تزال أوروبا والعالم أجمع ينعمان ببركات تفاحة نيوتن إلى يوم الناس
هذا.
هذا كله من بركات التعامل بجدية
مع تفاحة سقطت إلى الأرض.. فكيف بالتعامل الجاد مع الأنبياء والمرسلين وحقائق
الوجود الكبرى.
ولذلك أمر الله تعالى بأخذ الكتاب
بقوة، قال تعالى مخاطبا يحي عليه السلام: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ
بِقُوَّةٍ﴾ [مريم: 12]
وقال مخاطبا موسى عليه السلام: ﴿وَكَتَبْنَا
لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ
فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ
دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الأعراف: 145]
وأمر بني إسرائيل بأن يأخذوا
الكتاب بقوة، فقال: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ
الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 63]
لكنهم لم يفعلوا، لأنهم كانوا ينظرون
إلى الدين باعتباره مجرد تسلية، ولذلك أخبر الله تعالى عن ذلك الدين الجديد الذي
ابتدعوه لأنفسهم بعد غياب موسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ
مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ
يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ
وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ
قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)﴾ [الأعراف: 148، 149]
ومثلهم أولئك المشركون الذين
كانوا يزعمون أنهم على ملة إبراهيم عليه السلام، بينما لم يكن دينهم سوى ذلك العبث
الذي كانوا يمارسونه عند المسجد الحرام، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ
صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال: 35]
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263