نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 271
أمتي
حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ
أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن) ([353])
وأخبر
عن الأعمال السيئة، وكيف يدخل الشيطان من خلال احتقارها والاستهانة بها ليخرب كل
ما بناه الإنسان، فقال: (ألا وإنّ الشّيطان قد أيس من أن يعبد في بلادكم هذه أبدا،
ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به) ([354])،
وهو لا يرضى به إلا لأنه يعلم أنه يمكن أن يؤثر في الإنسان من خلاله.
وتعاملك
ـ أيها المريد الصادق ـ مع الطاعات والمعاصي بهذه المعايير النبوية، يدعوك إلى
التعامل مع الخلق بها أيضا.. فأنت مطالب معهم بإقامة شريعة ربك، ونصيحتهم، وأمرهم
بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ولست مطالبا بالحكم عليهم، فقد يكون وعي أولئك الذين
تعلمهم وتوجههم أفضل من وعيك، وقد ورد في الحديث قوله a: (بلغوا عني ولا تكذبوا فرب
مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) ([355])
وتذكر
ـ أيها المريد الصادق ـ قصة السحرة، ولا تغفل عنها أبدا، فالله ما كرر ذكرها في
القرآن الكريم إلا لتعتبر بها.. فأولئك السحرة الذين قضوا عمرهم في خدمة فرعون
والشرك بالله تحولوا بين عشية وضحاها إلى أولياء صادقين، وماتوا شهداء بين يدي
نبيهم، في نفس الوقت الذي تحول فيه بلعم بن باعوراء ذلك العالم الذي انسلخ من آيات
الله، فتحول إلى كلب يلهث.