responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 278

ولذلك لا تنفع الحصيات التي توضع في الأفواه، ولا تكميمها؛ فإن ذلك لا يسد أبواب الشر، وإنما يستر بعض روائحها الكريهة.

وأنا لا أستطيع أن أوافقك أو أوافق أحدا من الناس على رياضة لم يأت بها الشرع، ولم يدل عليها الدليل؛ ونحن لم نطالب بالصمت المطبق، ولا بتكميم الأفواه، وإنما طولبنا بأن نعبد الله بالكلام الطيب، والذكر الكثير، وعدم السكوت عن المنكر.

والعلاج الأجدى من ذلك هو تأمل ما ورد في النصوص المقدسة، والاستفادة منها في تطهير الألسن، وتربيتها وإصلاحها، حتى تكون أداة للتزكية والترقية، لا للتدنيس والانتكاسة.

وسأصف لك ـ بحسب طلبك أيها المريد الصادق ـ علاجين، إن أنت أدمنت على استعمالهما، شفى الله لسانك، وطهره، وجعله سلمك الذي ترتقي به في معارج الكمال.

العلاج المعرفي:

أول علاج تنطلق منه ـ أيها المريد الصادق ـ لإصلاح لسانك، وحماية نفسك من آثاره، أن تمتلئ تصديقا بتلك النصوص المقدسة الكثيرة التي تجعل مصيرك ومستقبلك رهنا للكلمات التي تقولها؛ فتلك النصوص هي قوانين العقوبات الإلهية التي أنذر الله بها عباده، وأعلمهم إياها، والقانون لا يحمي المغفلين.

فإياك أن تسمع لأولئك الذين يهونون من تلك النصوص، أو يكذبونها، أو يحقرونها، فإن ذلك أماني تمنوها، وليس لهم عليها دليل من كتاب، ولا برهان من عقل، وقد قال الله تعالى مخبرا عن دور رسول الله a: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]، وقال رسول الله a: (ألا اني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست