نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 321
اابهتان و الکذب
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ
تسألني عن البهتان والكذب، وما ارتبط بهما من الإفك والقذف وشهادة الزور، وكل ما
يشوه الحقائق ويزورها، وعن حدودها وأماراتها والمنابع التي تنبع منها، وكيفية
مواجهتها واستئصالها لتطهر أرض النفس منها.
وهو سؤال وجيه، ولا يمكن لمن يريد
سلوك طريق الله ألا يعرف تفاصيل ما ذكرت، ويدقق فيها، حتى يتجنب كل ما قد يزينه له
الشيطان؛ فيتحول إلى كذاب من حيث لا يشعر، وقد قال رسول الله a: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق
حتى يكون صدّيقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن
الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً)([487])، وفي رواية: (وإياكم والكذب؛ فإن الكذب
يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب
حتى يكتب عند الله كَذَّاباً)([488])
وهذا الحديث يدل على قاعدة مهمة
في السلوك إلى الله تعالى، وهي أن النفس الأمارة بالسوء تتشكل طبيعتها، وتتصور
صورتها بحسب السيئات التي تدمن عليها.. والتي قد تبدأ صغيرة يستهين بها صاحبها، ثم
تكبر بالمداومة والاستمرار، إلى أن تصبح طبيعة لا يمكن الفكاك منها.
ولهذا ورد في الحديث النهي عن كل
كذب، ولو لم يكن له أي تأثير عدواني على الآخرين، فقد روي عن رسول الله a أنه قال: (إن الكذب يكتب كذبا
حتى تكتب الكذيبة