وبهذا أوصاك كل ورثته وأئمة الهدى
من بعده؛ فلا يدرك الكمال من استسلم للكسل ودواعيه، وقد قال الإمام علي: (عليكم
بالجد والاجتهاد، والتأهب والاستعداد، والتزود في منزل الزاد، ولا تغرنكم الحياة
الدنيا كما غرت من كان قبلكم من الأمم الماضية والقرون الخالية) ([627])
وقال: (طاعة الله سبحانه لا
يحوزها إلا من بذل الجد، واستفرغ الجهد) ([628])
وقال: (صابروا أنفسكم على فعل
الطاعات، وصونوها عن دنس السيئات، تجدوا حلاوة الإيمان) ([629])
وقال الإمام الصادق: (أعطوا الله
من أنفسكم الاجتهاد في طاعته، فإن الله لا يدرك شيء من الخير عنده إلا بطاعته
واجتناب محارمه) ([630])
وقال: (اعلموا أنه ليس بين الله
وبين أحد من خلقه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلهم إلا طاعتهم
له، فاجتهدوا في طاعة الله) ([631])
وسئل: (على ماذا بنيت أمرك؟)، فقال:
(على أربعة أشياء: علمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت، وعلمت أن الله عز وجل مطلع
علي فاستحييت، وعلمت أن رزقي لا