responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 386

يأكله غيري فاطمأننت، وعلمت أن آخر أمري الموت فاستعددت) ([632])

واعتبر الإمام الرضا العزيمة الخالية من الجد والاجتهاد دعاوى كاذبة، فقال: (سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء: من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه، ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه، ومن استحزم ولم يحذر فقد استهزأ بنفسه، ومن سأل الله الجنة ولم يصبر على الشدائد فقد استهزأ بنفسه، ومن تعوذ بالله من النار ولم يترك شهوات الدنيا فقد استهزأ بنفسه، ومن ذكر الله ولم يستبق إلى لقائه فقد استهزأ بنفسه) ([633])

إذا علمت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تلزم نفسك بما ألزم الصالحون به أنفسهم من المشارطات والمعاهدات والمرابطات التي دعا إليها قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]

فالمرابطة ـ كما أنها تعني لزوم الثغر الذي يخاف هجوم العدو منه في الظاهر ـ فهي تعني كذلك، وبالدرجة الأولى، لزوم ثغر القلب لئلا يدخل منه الهوى والشيطان فيزيله عن مملكته.

بل قد ورد في النصوص ما يدل على أن من أفضل الرباط وأعظمه الرباط على النفس حماية لها من وساوس الشياطين، وترفعا بها إلى المعالي، فقد قال رسول الله a: (ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدّرجات؟) قالوا: بلى، يا رسول الله قال: (إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، فذلكم


[632] البحار: ٧٨ / ٢٢٨ / ١٠٠

[633] البحار: ٧٨ / ٣٥٦ / ١١.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست