وقال: (أفضل الرباط الصلاة، ولزوم
مجالس الذكر، وما من عبد يصلي ثم يقعد في مصلاه إلا لم تزل الملائكة تصلي عليه حتى
يحدث أو يقوم) ([635])
والمرابط على نفسه في هذه الحالة
لإصلاحها لا يقل أجره عن رباط الجهاد في سبيل الله، لأنه لا يمكن للمجاهد جهاده
إذا لم يهذب نفسه التي تحول بينه وبين الجهاد في سبيل الله، وقد قال رسول الله a في ذكر ثواب الرباط: (رباط يوم
وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الّذي كان يعمله وأجري عليه
رزقه وأمن الفتن) ([636])
واقتد بالصالحين الذين بايعوا
الله والصالحين من عباده، والتزموا بما بايعوا عليه، كما روي عن بعض أصحاب رسول
الله a وكيف أنه ـ بعد أن لم يشهد مع
رسول الله a بدرا بسبب الظروف التي
مرت عليه ـ راح يعوض عن ذلك في أحد، ويعاهد الله تعالى ويلزم نفسه بالوفاء، فقد
روي أنه قال: (أوّل مشهد شهده رسول الله a غيّبت
عنه، وإن أراني الله مشهدا، فيما بعد، مع رسول الله a، ليراني الله ما أصنع)
وروي أنه شهد مع رسول الله a يوم أحد، فاستقبل سعد بن معاذ،
فقال له: (يا أبا عمرو! أين؟)، فقال: (واها لريح الجنّة، أجده دون أحد)، فقاتلهم
حتّى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية) ([637])
وإن عجزت أن تلزم نفسك بما يؤدبها
ويهذبها ويملؤها بالنشاط، فاستعن بإخوانك الصالحين، فملكهم أمر نفسك، واجعلهم
يحاسبونك على تقصيرك، وقد روي في حكمة