آل داود: (حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجى فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات، وإجماماً للقلوب) ([638])

ولا تقصر اجتهادك على أمور دينك، بل إن الاجتهاد والجد يكون في جميع شؤون الحياة، فلا يمكن أن يستقيم الدين من غير أن تستقيم الدنيا، وقد قال رسول الله a: (لأن يأخذ أحدكم أحبلا، فيأخذ حزمة من حطب فيبيع فيكفّ الله بها وجهه خير من أن يسأل النّاس أعطي أم منع)([639])

وفي حديث آخر قال رسول الله a:(لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره، فيتصدّق به ويستغني به من النّاس، خير له من أن يسأل رجلا، أعطاه أو منعه ذلك. فإنّ اليد العليا أفضل من اليد السّفلى. وابدأ بمن تعول)([640])

وقال: (الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي الّتي تليها، ويد السّائل السّفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك)([641])

واستعن على ذلك بما كلفك الله به من شعائر وشرائع، فمن مقاصدها العظمى إخراجك من كسلك، وملئك بالنشاط والاجتهاد والجد الذي يعود نفعه على حياتك جميعا، كما قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)

[638] روى مرفوعًا من كلام النبى a، رواه أبو حاتم وابن حبان وغيره، وروي قريب منه عن الإمام علي في نهج البلاغة / 545 حكمة 390..

[639] البخارى ـ الفتح 5(2373)

[640] البخاري [فتح الباري]، 3(1470)، ومسلم(1042) واللفظ له.

[641] أبو داود(1649) واللفظ له، والحاكم(1/ 408)