وأخبر a عن فساد الموازين والمعايير التي يتعامل بها البشر مع اللؤم
والكرم، فقال: (سيأتي على النّاس سنون يصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصّادق،
ويخوّن فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرّويبضة)، قيل: يا رسول
الله؛ وما الرّويبضة؟ قال: (السّفيه يتكلّم في أمر العامّة) ([657])
لذلك لا تعتمد ما يقوله عامة
الناس أو خاصتهم في تحديد المكارم، بل اعتمد الحقائق والقيم التي وردت في النصوص
المقدسة، فهي التي تمثل الحقيقة، أما ما عداها، فليست سوى أوهام وأماني تضرك أكثر
مما تنفعك.
إذا علمت هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ فاسمع لهذه الوصفات الربانية التي تطهر نفسك من كل لؤم ودناء وخسة،
لتملأها بالهمة العالية الحقيقية، والأخلاق العظيمة المرتبطة بها.
العلاج المعرفي:
أول علاج تنطلق منه ـ
أيها المريد الصادق ـ للتخلص من اللؤم والدناءة وما يرتبط بها من الخسة والوضاعة، أن
تعرف الجوائز والعقوبات التي أعدت لكلا الطرفين: اللؤماء والكرماء، وأصحاب الهمم
العالية والهمم الدنية.. والتي أشار إليها قوله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ
الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا
لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ
وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا
﴾ [الإسراء: 18، 19]
ثم أخبر بعدها أن الله تعالى يعطي
كل نفس بحسب همتها، فقال: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ