responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 397

مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا&﴾ [الإسراء: 20]

ثم بين أن الدرجات والمراتب التي تفرق بين الناس في الدنيا هي نفسها التي تفرق بينهم في الآخرة، ولكن مع الفوارق العظيمة، قال تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 21]

ولذلك وصف الله تعالى الآخرة بأنها [خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ]، فهي تخفض المرتفعين المستكبرين الذين يتوهم الناس أنهم أصحاب المكارم والهمم العالية، في نفس الوقت الذي ترفع فيه البسطاء الذين خفضهم الظلمة، واحتقرهم الناس، لتريهم صورهم الحقيقية الممتلئة بالجمال، والذي كان مغطى بذلك الوشاح الدنيوي الذي حال بين البشر ورؤيتهم.

لذلك اسع ـ أيها المريد الصادق ـ لأن تتحقق بتلك الهمة العالية التي تجعلك من الذين يتبوؤون تلك المناصب الرفيعة في الدار الآخرة، والذين ورد ذكرهم وذكر أوصافهم في النصوص المقدسة، لا لتتسلى بالتعرف عليهم، وإنما لتكون أحدهم.

فالله تعالى قد وعد عباده بالجوائز العظيمة إن هم نجحوا في الاختبارات التي يمتحنهم فيها، فاحذر أن تكون من الراسبين الفاشلين، فأنت في السوق الذي لا يربح فيه إلا أصحاب الهمم العالية.

لقد قال صاحب هذه السوق يخاطبك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الصف: 10]

ثم بين لك الثمن الذي تباع به سلع الآخرة، فقال: ﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الصف: 11]

ثم ذكر لك الثمن الذي يمكنك قبضه، والذي لا يمكن وصفه، فقال: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست