نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 419
وقد سبق أن ذكرت لك في رسائل سابقة ما ورد في أحاديث رسول
الله a من تفاصيل العقوبات التي جعلها الله
تعالى للكانزين لأموالهم، الحريصين عليها، الذين لا يؤدون حقوق الله فيها؛ فلذلك
استعن بها على نفسك وتهذيبها، فوظيفة رسول الله a في تزكية
أمته ليست قاصرة على الذين عاصروه، وإنما هي ممتدة لكل العصور.
وأضف إلى ذلك ما ورد من أحاديث في فضل الكرم، وبيان عظم
الجزاء الذي يناله أهله.. فالبخل والكرم خلقان متضادان، بقدر ما اقتربت من أحدهما،
بقدر ما فررت من الآخر.
ومن تلك الأحاديث ما ورد في الدلالة على قرب السخي من الله،
بسبب كون (السخاء خلق الله الأعظم)([719]) كما أخبر رسول الله a، وذكر أن
(السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل بعيد
من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة قريب من النار، والجاهل السخي أحب إلى الله
من عابد بخيل)([720])
وأخبر أن أحب الأعمال إلى الله الكرم، فقال: (أحب
الأعمال إلى الله تعالى، من أطعم مسكينا من جوع، أو دفع عنه مغرما، أو كشف عنه
كربا)([721]).. وقال: (أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض، إدخال السرور
على المسلم)([722])
وأخبر عن حب الله للمكرمين، فقال: (إن أحب عباد الله إلى
الله، من حبب إليه المعروف، وحبب إليه أفعاله)([723]).. وقال: (إن الله تعالى استخلص هذا الدين لنفسه، ولا