نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 460
بين عقوبة الزناة مع أمره بحضور
جماهير الناس للعقوبة، حتى يكون ذلك وازعا تربويا لهم.
وهكذا ذكر الله تعالى علاج البغي،
ودور مؤسسات الدولة العادلة فيه، فقال: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ
يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 179]، ذلك أن
إقامة القصاص على فرد واحد يحمي المجتمع من سريان مثل هذه الظاهرة فيه، وبذلك يحيا
المجتمع جميعا بحمايته من أمثال هذه الجرائم.
وهكذا فرض قتال الباغين على الحق،
حتى يعودوا إليه ويفيئوا، قال تعالى: ﴿وَإنْ طَائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِين
اقْتَتَلُوْا فَأصْلِحُوا بَينَهُمَا فإنْ بَغتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغي حَتى تَفِئ إِلى أمْرِ الله﴾ [الحجرات:9])
وهكذا يمكن لهذه المؤسسات أن
تراقب الأفكار المنحرفة، أو قنوات الفتنة والضلالة وغيرها، لتصد شرورها عن المجتمع،
باعتبارها محاربة لله ورسوله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ
يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ
يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ
خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا
وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33]
وثانيها مؤسسات الإحسان، وهي كل
المؤسسات العلمية والتربوية والدينية وغيرها، والتي تعمق أنواع الفضائل، وتحمي
المترددين عليها من كل أنواع الرذائل، كما قال تعالى: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ
يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾
[التوبة: 108]؛ فالآية الكريمة تبين أن الغرض من المسجد هو إقامة التقوى والطهارة
في المجتمع.
ولذلك حذر من المسجد الذي تبنيه
الشياطين لتنشر الفرقة والخلاف والصراع، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ
اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 460