responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 491

الیاس و القنوط

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن اليأس والقنوط، وما يثمران من التطير اليالالتطير والتشاؤم، وما يرتبط بهما من ضيق الصدر والعبوس والتجهم والتقطيب والجفاء وغلظ الطبع وقلة البشاشة.. وعن المنابع التي تنبع منها، والثمار التي تثمرها، وطريق العلاج الذي يسد منافذها عن النفس.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن اليأس والقنوط قد يكون سببا لما ذكرت من ثمار.. وقد لا يكون سببا لها.. ذلك أن العبوس القمطرير قد لا يكون سبب عبوسه وتجهمه يأسه، ولا قنوطه، ولا تشاؤمه، وإنما طبع طبع نفسه عليه، أو كبر استحوذ على نفسه؛ فصار لا يستطيع الفكاك منه.

ولذلك بدل أن أحدثك عن تفاصيل الأعراض التي وصفت.. أحدثك عن المنابع التي قد يكون ما ذكرت من ثمارها، وقد يكون الكبر أو العجب أو الغرور أو غيرها من المثالب هي المنابع التي تنبع منها، وقد سبق لي الحديث معك عنها.

أما اليأس والقنوط، فهما مثلبان خطيران يحولان بين النفس وبين التحقق بكل الكمالات المتاحة لها، لأنهما يمتدان إلى محال العزيمة والإرادة في الإنسان، ليملآها بالعجز والوهن.

وهما لا يفعلان ذلك فقط في عالم النفس، بل يمتدان إلى ما هو خارجها، فاليائس ينظر إلى الحياة نظرة سوداوية مملوءة بالتشاؤم، تجعله لا يفكر في شيء كما يفكر في التخلص منها.

ولذلك لم يكن هذان المثلبان مضادين للأخلاق الطيبة فقط، وإنما هما مضادان

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست