نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 495
أول علاج تنطلق منه ـ أيها المريد الصادق ـ للتخلص من اليأس والقنوط وثمارهما
علمك بخطرهما وآثارهما، وأن الله تعالى يبتلي عباده ليختبر مواقفهم منه، وهل يثقون
فيه، وفي فضله وكرمه ورحمته، أم أنهم يتخلون عن ذلك وفي أي عارض بلاء يمر بهم.
لقد ذكر الله تعالى ذلك في القرآن
الكريم، وذكر كيف يمحص الناس، ويميزون على أساس هذا الاختبار، ومن ذلك ما ذكره في
البلاء العظيم الذي تعرض له المؤمنون في غزوة الأحزاب، والذي ميز بين المؤمنين
الصادقين في إيمانهم، وغيرهم من المنافقين ومرضى القلوب، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ
جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ
اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ
أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ
الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ
الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) ﴾ [الأحزاب: 9 - 11]
ثم ذكر موقف الراسبين في ذلك
الاختبار، فقال:﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾
[الأحزاب: 12]
وذكر كيف كانوا يبررون لأنفسهم كل
أصناف الأعذار بسبب يأسهم من نصر الله، قال تعالى:﴿ وَإِذْ قَالَتْ
طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا
وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ
وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ
عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا
تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا﴾ [الأحزاب: 13، 14]
ولهذا، فاعتبر كل محنة أو بلاء
يعبران بك ـ أيها المريد الصادق ـ نوعا من أنواع الاختبار الإلهي، وأن نجاحك
فيه بقدر رجوعك إلى الله، وثقتك فيه، وتوكلك عليه، فالله
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 495