نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 496
تعالى لم ينزل ذلك
البلاء بك ليعذبك، وإنما ليربيك، ويختبر صدق إيمانك، ولذلك كان دعاؤك وتوكلك علامة
على نجاحك في الاختبار، قال تعالى: ﴿
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ
وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ
بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 42، 43]
وتذكر كل حين ذلك البلاء الذي
اختبر الله تعالى به إبراهيم عليه السلام، وكيف أنه بعد نجاحه فيه أهداه الله تلك
الجائزة العظيمة..
وهكذا، فإن تلك الحادثة تتكرر كل
حين، وبصور مختلفة، أما الفاشلون، فيعبر بهم البلاء بعد أن ينزع من قلوبهم كل ذرة خير
وإيمان، وأما الصادقون؛ فيزيدهم إيمانا ويقينا ولجوءا إلى الله، لينالوا جوائز لا
تختلف كثيرا عن تلك الجائزة التي نالها إبراهيم عليه السلام.
ولذلك، فإن علامة صدق المؤمنين هو
الثبات في كل الأوقات.. ثبات إيمانهم، وثبات أخلاقهم، وثبات مواقفهم.. أما غيرهم،
فيتغيرون بتغير ما ينزل عليهم، ويحل بهم، كما قال تعالى: ﴿ لَا يَسْأَمُ
الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ
(49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ
لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ
إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا
عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو
دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾ [فصلت: 49 - 51]