نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 500
واغتيابه للمؤمنين، والّذي لا إله
إلّا هو لا يحسن ظنّ عبد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظنّ عبده المؤمن لأنّ الله
كريم بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ثمّ يخلف ظنّه
ورجاءه، فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه)([861])
وفي حديث آخر قال a: (إنّ حسن الظّنّ بالله تعالى
من حسن العبادة) ([862])
العلاج السلوكي:
إذا عرفت هذا ـ أيها
المريد الصادق ـ وتحقق لك
الإيمان بسعة فضل الله ورحمته، فاعلم أن من موجبات ذلك مواجهتك للبلاء، ومنازعة
الأقدار بالأقدار؛ فلا تستسلم لما يحل بك من بلاء انتظارا لتفريج الله لكربتك، فقد
يكون ذلك الفرج على يديك، وما حصل لك من البلاء بسببك.
لقد أشار الله تعالى إلى أولئك
الذين يعيشون حياة مملوءة بالنكد والضيق نتيجة تمسكهم بالأرض التي ولدوا فيها، أو
تعلقوا بها، وهم يتوهمون أنهم مستضعفون يجازون على بلائهم، لكن الله تعالى اعتبرهم
من الظالمين لأنفسهم، لأنه كان بإمكانهم أن يخرجوا من الحال التي وجدوا أنفسهم
عليها، لكنهم قصروا أو أبوا، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ
الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا
مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً
فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾
(النساء:97)وهكذا يدعو الله تعالى عباده لاختيار البيئة المناسبة التي تساعدهم على
أن يعيشوا حياتهم بصورة طبيعية، تمكنهم من عبادة ربهم، وأداء التكاليف التي كلفوا
بها، قال تعالى: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ
فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ (العنكبوت:56)، وقال: ﴿قُلْ