وأكد ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ
واهتم به بعد الوقوع في السيئة حتى تسرع إلى محوها قبل تمكنها من نفسك، وقد قال
الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ
السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17]، ثم قال
بعدها في المقصرين المسوفين أصحاب الأمل الطويل: ﴿) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ
لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ
قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ
أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 18]
وفي الحديث، قال رسول الله a: اتّق الله حيثما كنت، وأتّبع
السّيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن) ([896])
فاقرأ هذه النصوص المقدسة ـ أيها
المريد الصادق ـ وانتفع بها في علاج نفسك، وتقويم أخلاقك، فهي التي توجه تلك
الطبيعة التي طبعت عليها إلى مجالات الخير والصلاح، لتنتفع بذلك في دنياك وآخرتك.
واعلم أن العجلة المحمودة هي ما
كانت ناشئة عن تقدير دقيق للآثار والعواقب، وعن إدراك تام للظروف والملابسات، وعن حسن
إعداد وجودة ترتيب.. أما العجلة السيئة، فهي ما
كانت مجرد ثورة نفسية، خالية من تقدير العاقبة ومن الإحاطة بالظروف والملابسات،
ومن أخذ الأهبة والاستعداد.
وقد قال بعض الحكماء لبعض مريديه،
وقد رآه مقصرا متباطئا بحجة عدم