responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 534

التنازع و التفرق

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن التنازع والتفرق والخلاف والشقاق، وآثارها في النفس والمجتمع، وكيفية حماية النفس منها، أو علاجها إن وقعت فيها..

وجوابا على أسئلتك الوجيهة أذكر لك أن ما ذكرته من مثالب من الحجب العظيمة التي تحول بين الإنسان والسير إلى الله، أو التحقق بما يناله السائرون من مواهب إلهية، ومعارف ربانية، وسمو أخلاقي، وقرب من الله وأوليائه الصالحين.

ولذلك؛ فإن أبعد الخلق عن الله مثيرو الفتن، وزارعو الشقاق، ومروجو الخلاف، حتى لو كانوا يقومون كل الليل، ويصومون جميع الدهر، ولا تفتر ألسنتهم عن ذكر الله، ذلك أن مراد الشيطان الأعظم هو الفتنة، ولا يهمه إن قاد تلك الفتنة من ظهر بمظهر العبادة والزهد، أو بمظهر الفسق والفجور.

بل إن الشيطان ـ أيها المريد الصادق ـ قد يكون ميله لأولئك الذين يختصرون العبادة في تلك المظاهر أشد، لأن بلوغه من خلالهم إلى قلوب الناس وعقولهم أيسر وأسهل.

ولذلك عندما ذكر رسول الله a بعض مثيري الفتن في هذه الأمة، لم يرمهم بالتقصير في تدينهم الشعائري، وإنما رماهم بالقصور العقلي، والسفاهة الدينية، فقال: (يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليست قراءتكم الى قراءتهم شيئا، ولا صلاتكم الى صلاتهم شيئا، ولا صيامكم الى صيامهم شيئا، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية)([913]) وأخبر رسول الله a أن أكبر مآسي الأمة وانحرافاتها ستكون بيد أولئك الذين

 


[913] رواه مسلم وابو داود وابو عوانة.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست