responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 568

الدجل و الشعوذه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن بعض من يدعي الولاية، لكنه لا يكتفي بالحديث عن تهذيب النفس وتزكيتها وترقيتها، وإنما يضيف إليها الحديث عن علوم الكون، وعدد الأفلاك، ومن يسكنها، وأحوالهم.. ولا يكتفي بذلك، بل يضيف إليها ادعاء الغيب؛ فيكشف لمن يزوره ماضيه ومستقبله، ويخبره عن أصدقائه وأعدائه.. ولا يكتفي بذلك، بل يضيف إليها ادعاء القدرة على معالجة الناس، ومن أصعب الأمراض التي يصابون بها.

وكل ما ذكرت ـ أيها المريد الصادق ـ يشير إلى مثلبين خطيرين، هما الدجل والشعوذة.. وكلاهما كان مجالا للشيطان لتحريف علوم السلوك والتزكية، وتحويلها من تهذيب النفس وتربيتها وإصلاحها، والرقي بها إلى مراتب التخلق والتحقق، إلى محاولة التعرف على العالم والتأثير فيه من غير أهلية لذلك.

ولهذا اعتبر الصالحون أن من يسير في هذا الطريق بين أمرين: إما أن يصل إلى الملك، أو يصل إلى الهلك.. أو هو بين الصديقية والزندقة.. أو هو بين الوصول إلى الله، أو الوصول إلى الشيطان.

وكل ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ يبدأ من مقصد السالك؛ فمن كانت بدايته لله، كانت نهايته لله.. ومن كان غرضه في بدايته تحصيل المنافع، والشهرة بين الناس، واختلاس أموالهم؛ فإن نهايته ستكون للحال الذي ذكرت.

ولذلك كان أولئك هم قطّاع الطرق الذين يحجبون الخلق عن السير إلى الله، بما يضعونه من الشبهات، وما ينشرونه من التشويهات.. ولذلك كان التحذير منهم واجبا،

 

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 568
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست