نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 569
فطريق الله
نقية سليمة صافية، وأدنى شيء يؤذيها، وينحرف بها.
وقد أشار
القرآن الكريم إلى منبع ذينك المثلبين، فقال: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ [الأنعام: 112]
فكل ما
يفعله ذلك الدعي الدجال الذي ذكرت ليس سوى وحي شيطان زُخرف له، وتوهم أنه من الله،
وهو ليس سوى من نفسه الأمارة التي أصبحت محلا للتجليات والإلهام الشيطاني.
ولذلك كان
الحصن الذي تحتمي به من شر أولئك الدجالين والمشعوذين هو حصن القرآن الكريم؛ فهو
الوحيد الكفيل بإنقاذك وإنقاذ عقلك ودينك منهم، كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا
قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ
وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 98 - 100]
وقراءة
القرآن الكريم ـ أيها المريد الصادق ـ التي تحميك من هؤلاء، لا تعني تأثيرها
الغيبي فقط، وإنما تعني تأثيرها المرتبط بالتدبر فيها، والتعرف على أسرارها،
وحقائق المعاني التي تدعو إليها..
فمن اكتفى
بالتأثير الغيبي في القرآن الكريم من دون سماع ولا تدبر، لم تزده قراءته إلا بعدا،
لأنه يستعمل الدواء في غير محله، وهو أشبه بمن يتفرج على الدواء الذي أمر بشربه من
غير أن يشربه.
ولذلك
سأذكر لك ما ورد في القرآن الكريم مما يحطم جدران الدجل والشعوذة، حتى تكون على
بينة من أمرك، وحتى لا يفسد عليك سلوكك إلى الله دجل الدجالين، ولا
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 569