نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 583
واعتبر أعظم ضلالة يقع فيها
الإنسان الإعراض عن هدي ربه، وكلماته المقدسة، وتعاليمه السامية، فقال: ﴿كِتَابٌ
فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا
وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾ [فصلت: 3، 4]
وبين عظم عقوبة من يعرض عن هدي
ربه في الدنيا والآخرة، فقال: ﴿كَذَلِكَ
نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا
ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وِزْرًا﴾ [طه: 99، 100]،
وقال: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ
مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124]
وأما الضلال؛ فهو أب للإعراض وابن
له.. أما كونه أبا له، فلأن المعرض عن الله ورسوله وكتابه لا يفعل ذلك إلا بعد أن
تختلط في عقله الموازين؛ فلا يميز بين الحق والباطل، وبين ما يضره وما ينفعه..
وذلك ما يجعله يعرض عن الحق، ويتوهم أنه في إعراضه على حق.
وأما كونه ابنا له؛ فلأن الضلال
ينتج المزيد من الإعراض، بل يحول الإعراض أصلا، ذلك أن من ضل بانحرافه عن السراط
المستقيم لن تزيده كثرة الخطى إلا ضلالة وبعدا.
ولهذا وصف الله تعالى من أدمنوا
على الإعراض وبالغوا فيه، ووصلوا به إلى أماكن بعيدة بكونهم ضلوا ضلالا بعيدا، قال
تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ
سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 167]
بل وصفهم بالإعراض نفسه، والذي
عبر عنه تعالى بالصد عما جاء به النبي a، فقال: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ
الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 583