نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 596
عمران: 183]، وقد علم أنهم قالوا:
والله ما قتلنا ولا شهدنا، وإنما قيل لهم: ابرأوا من قتلهم فأبوا)، وفي رواية: (وقد
علم أن هؤلاء لم يقتلوا، ولكن كان هواهم مع الذين قتلوا، فسماهم الله قاتلين
لمتابعة هواهم ورضاهم بذلك الفعل) ([1043])
وقد ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إذا عملت الخطيئة في
الأرض كان من شهدها وكرهها، فأنكرها كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان
كمن شهدها) ([1044])
وفي حديث آخر قال a: (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون
فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع) ([1045])
ولهذا عندما سمع رسول الله a بما فعل خالد بن الوليد من سفك
للدماء بغير حق، راح يتبرأ من ذلك العمل، ففي الحديث عن
ابن عمر، قال: بعث النبي a خالد
بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا،
فجعلوا يقولون: صبأنا، صبأنا، وجعل خالد بهم أسرا وقتلا، ودفع إلى كل رجل منا
أسيرا، حتى إذا أصبح
يوما، أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، قال ابن عمر: فقلت: والله لا أقتل
أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، قال: فقدموا على النبي a، فذكروا له صنيع خالد، فقال
النبي a ورفع يديه: (اللهم إني
أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين([1046]).
فردد ـ أيها المريد الصادق ـ ما
ردده نبيك a، ولا تكن
عبدا لقومك، فالله تعالى سيحاسب كل من رضي عن جريمة أو قبلها أو زكى فاعليها؛
فاحذر أن تزكي غير