responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 595

يرد القرآن الكريم من تشريعه، والإذن فيه، والدعوة إليه إلا الدفاع عن النفس، ونصرة المستضعفين، كما قال تعالى:: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج:39)، وقال: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (البقرة:190)

لكن الشيطان حوله إلى وسيلة لسفك دماء المظلومين، والتوسع في ديارهم، ونهب أموالهم، واستعبادهم، بحجة نشر الإسلام، مع أن الله تعالى يقول: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: 256]، وقال: ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس: 99)، وقال: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ (الغاشية: 21 - 22)، وقال: ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ (النور: 54)

وبذلك راح الفقهاء الذين وكل إليهم هذا الأمر يضعون الكثير من الأحكام المرتبطة بتلك الحرب، وأولئك الرقيق المساكين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، ثم كبلوا بقيود العبودية.

وهكذا نشأ عن ذلك التحريف مفاهيم وقيم كثيرة ممتلئة بالغرابة والدخن، وبعيدة كل البعد عن الإسلام الإلهي الممتلئ بالعدالة والرحمة واللطف وكل ما تقتضيه أسماء الله الحسنى.

إن وعيت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن من ضرورات السلوك إلى الله، وتزكية النفس من كل المثالب، البراءة إلى الله من كل الأخطاء التي وقعت في تاريخ المسلمين، وعدم تحملها أو الدفاع عنها، أو الدفاع عن الظلمة الذين قاموا بها، فالمدافع عن القتلة قاتل، والمدافع عن المجرمين مجرم، وقد روي عن الإمام الصادق أنه قال: نزلت هذه الآية ﴿ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل

 

 

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 595
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست