نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 65
ما أنف من السجود له، ولما أذعن
لحديث نفسه الذي حال بينه وبين الاستماع لربه.
ولهذا ورد في الحديث القدسي، قوله
a حاكيا عن ربه: (العظمة إزاري
والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته)([56])
فهذا الحديث يصف لنا كيفية التخلص
من الكبر، وهو تعظيم الله والشعور بأنه الأكبر والأعظم، وأن ما عداه الأصغر
والأحقر.. فإذا ما شعر العبد بذلك زال كبرياؤه، وعاد إلى وضعه الطبيعي.
ولهذا قرن الله تعالى العبادات
بتكبير الله، وجعل التكبير من صيغ الذكر، التي لها دورها الكبير في الشعور بعظمة
الله.. فإذا ما حلت عظمة الله في القلب، زال عن المكبر وهم الكبر.
ولهذا وصف الله تعالى عباده
الصالحين، فقال: ﴿ إِن الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا
يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ
سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ
لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء: 107 - 109]،
ثم دعا إلى اقتفاء سبيلهم، وبين كيفيته، فقال: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ [الإسراء: 111]،
فهذه الأذكار، وما يصحبها من تكبير الله وتعظيمه هو السبيل الوحيد الذي يعيد
الأمور إلى نصابها الصحيح.
لكن ذلك وحده لا يكفي ـ أيها
المريد الصادق ـ في نزع في داء الكبر من القلب، ذلك أن الله تعالى ابتلى عباده
ببعض الاختيارات التي قد لا تتناسب مع أهوائهم؛ فلذلك صاروا مخيرين بين أن يعبدو
أنفسهم وأهواءها، وبين أن يعبدوا الله وما اختاره لهم.
ذلك أن أكثر العباد قد لا يجادل
في تواضعه لربه، وخضوعه له، لكنه يجادل في