نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
وابتغاء وجهه كان حقّا على الله أن
يدّخر له عبقريّ الجنة)([64])
وقد روي أن الإمام عليّ رؤي وهو
يلبس إزارا مرقوعا، فقال: (يقتدي به المؤمن ويخشع له القلب)([65])
وإياك يا بني أن تظن أنك إن فعلت
ذلك نزعت داء الكبر من قلبك؛ فهو أخطر من أن ينزع بمثل هذا وحده، بل قد يستعمل
الشيطان ذلك، وسيلة للخداع والتزيين، وقد ورد في الأثر عن المسيح عليه السّلام
قوله: (ما لكم تأتوني وعليكم ثياب الرّهبان وقلوبكم قلوب الذّئاب الضواري، البسوا
ثياب الملوك وأميتوا قلوبكم بالخشية)
ولهذا، فإن الاهتمام بالثياب
الحسنة، إن لم يصحبها التباهي والفخر والخيلاء، ليست من الكبر، فقد روي في الحديث
أنه عندما قال رسول الله a:
(لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه
مثقال حبة من كبر)، قال له بعض أصحابه: يا رسول الله إني ليعجبني أن يكون ثوبي
غسيلا، ورأسي دهينا وشراك نعلي جديدا، أفمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ فقال رسول
الله a: (لا.. ذاك الجمال إن الله
جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس) ([66])
وروي عن الإمام الصادق أنه قيل
له: (إنني آكل الطعام الطيّب وأشمّ الرّيح الطيّبة وأركب الدّابّة الفارهة.. فترى
في هذا شيئا من التجبّر فلا أفعله؟) فأطرق، ثمّ قال: (إنما الجبّار الملعون من غمص
الناس وجهل الحقّ)، فقال السائل: أمّا الحقّ فلا أجهله، والغمص لا أدري ما هو؟
قال: (من حقّر الناس وتجبّر عليهم فذلك الجبّار)([67])
[64] أبو سعيد المالينى في مسند الصوفية،
وأبو نعيم في الحلية.