نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73
وقد ورد في حديث آخر عن بعض أصحاب
رسول الله a ما يوضح
ذلك أعظم توضيح؛ فقد روي أنه سئل عما أحدث الناس بعد رسول الله a من الملبس والمشرب والمركب
والمطعم؛ فقال للسائل: (يا ابن أخي كل للَّه، واشرب الله، والبس للَّه وكلّ شيء
من ذلك دخله زهو أو مباهاة أو رياء أو سمعة فهو معصية وسرف، وعالج في بيتك من
الخدمة ما كان رسول الله a يعالج في بيته كان يعلف
الناضح، ويعقل البعير، ويقم البيت، ويحلب الشاة ويخصف النعل، ويرقّع الثوب، ويأكل
مع خادمه، ويطحن عنه إذا أعيا، ويشتري الشيء من السوق ولا يمنعه الحياء أن يعلّقه
بيده أو يجعله في طرف ثوبه فينقلب إلى أهله، يصافح الغنيّ والفقير والصغير والكبير،
ويسلّم مبتدئا على كلّ من استقبله من صغير أو كبير، أسود أو أحمر، حرّ أو عبد من
أهل الصلاة، ليست له حلّة لمدخله وحلّة لمخرجه، لا يستحي من أن يجيب إذا دعي وإن
كان أشعث أغبر، ولا يحقر ما دعي إليه وإن لم يجد إلّا حشف الدّقل، لا يرفع غداء
لعشاء ولا عشاء لغداء، هيّن المئونة لين الخلق كريم الطبيعة، جميل المعاشرة طليق
الوجه، بسّاما من غير ضحك محزونا من غير عبوس، شديدا في غير عنف، متواضعا في غير
مذلّة، جوادا من غير سرف، رحيما بكلّ ذي قربى، قريبا من كلّ ذمّي ومسلم، رقيق
القلب، دائم الإطراق، لم يبشم قطّ من شبع، ولا يمدّ يده إلى طمع)([68])
وقد روي أن السائل ذهب إلى عائشة،
يسألها عن ذلك، فقالت: (ما أخطأ منه حرفا ولقد قصر إذ ما أخبرك أن رسول الله a لم يمتلئ قطّ شبعا، ولم يبثّ إلى
أحد شكوى، وأن الفاقة كانت أحبّ إليه من اليسار والغنى، وأنه كان يظلّ جائعا يلتوي
ليلته حتّى يصبح فما
[68] قال قال
العراقي: لم أقف له على اسناد، قال محقق [المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، ج6،
ص: 250 ]: يوجد بعض فصوله في الاخبار متفرقا عن غير أبي سلمة، ومنها سنن ابن ماجه
كتاب الزهد، ومجمع الزوائد ج 10 ص 312، وغيرها.
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73