قلت: أجل لقد علمتني هذا، ولكن كيف
استطاع سليمان u أن يسمع النمل، وكيف استطاع أن يعلم لغتها!؟
قال:
ستعلمها في محلها، والآن قل لي ما تسمع من هذه الآية؟
قلت:
لا تزل أذن قلبي مغلقة دون سماعها.
قال:
فحدد سمع الإيمان، وقل لي.
شعرت
بضعف عظيم ملأ جوانبي، وأنا أرى عجزي عن سماع كلام الله، فابتهلت إلى الله بدموع
فاضت من قلبي كالأنهار، وبزفرات كادت تحرق ضلوعي، فإذا بسكينة تنزل في أعماقي تطفئ
لهيب النار، وتأمر أنهار دموعي أن تجف وتغيض .. وإذا بي أسمع تراتيل الآية وهي
تتردد في قلبي، فلاح لي من معانيها ما لم يكن يخطر لي على بال .. وشعرت بنشوة
عظيمة غبت بها عما حولي لم يقطعها إلا صوت المعلم، وهو يقول: هل سمعت ما قالت؟
قلت:
قد سمعت ما قالت، ولكن لا طاقة لي بترديده.
قال:
ومن طلب منك أن تردد ما قالت، ومن له طاقة ذلك؟.. ولكن تحدث عما يمكن الاستفادة
منه.
قلت:
أعظم مطلوب هو الله، فمن ترك الله ورغب عن الله لأي شيء من الأشياء فقد خذل، وباع
الله بأبخس الأثمان.
قال:
فأخبر قومك الذين انشغلوا عن الله بتجارتهم واختراعاتهم ولهثهم وراء