بريق
الأموال ومنابع الثراء أنهم يلهثون وراء السراب، وأنهم بغفلتهم عن الله ونسيانهم
له وقعوا في الغفلة عن أنفسهم ونسيانها، ألم يقل الله تعالى:﴿ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (الحشر:19)؟
قلت:
يا معلم، ألا ترى أن أكبر أدواء الحضارة هي الغفلة عن الله؟
قال:
لا .. الحضارة لا تؤدي إلى الغفلة عن الله، فحضارة الجنة أعظم من حضارتكم التي
تتيهون بها، وأهلها لا يغفلون لحظة عن الله، وسترى عندما ترحل إلى (دور السعادة)
ما في الجنة من مظاهر الحضارة التي لا يوازيها إلا مظاهر التقرب والعبادة من الله.
قلت:
ولكن تلك الجنة، ونحن في الدنيا.
قال:
فحضارة سليمان u أعظم من حضارتكم، فقد آتاه الله من القوى ومن تسخير الأشياء ما
لم تؤتوه، وما لم يؤته أحد من قبل ومن بعد.
قلت:
ذلك صحيح، فالله تعالى قال في شأنه:﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي
مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ (صّ:35)، وقد حقق الله سؤله
فأعطاه من الملك ما لم يعط أحدا من عباده.
قال:
أتعلم سر طلب سليمان u هذا الطلب؟
قلت:
كدت أسألك يا معلم، فإن في نفسي شيئا من هذا الطلب أستحيي من ذكره.
قال: قل، فلا حرج على المتعلم أن
يعرض شبهته على معلمه، ألم تعلم أن الناس سألوا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن الوسوسة التي يجدها أحدهم، لأن يسقط
عن الثريا أحب