إليه أن يتكلم بها، فقال a:( ذاك صريح الإيمان، إن الشيطان
يأتي العبد فيما دون ذلك فإن عصم منه وقع فيما هنالك)[1]
قلت: أقول في نفسي: لقد عهدنا
الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ زاهدين في متاع الدنيا راغبين في الله مكتفين
بالله، فكيف طلب سليمان u هذا الطلب الغريب؟
قال: كيف ترى سليمان u في القرآن الكريم؟
قلت: لا أراه إلا خيرا منيبا، بل
لقد أثنى الله عليه بكونه منيبا رجاعا إلى الله، فقال:﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ
سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ (صّ:30)، وقال تعالى:﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ
وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ﴾ (صّ:34)
قال: فهل شغله تدبير ملكه العظيم
الذي لا نظير له عن الله؟
قال: لا .. بل أراه يذكر الله كل
حين، ويعرف الفضل لله كل حين، فعندما مر على النملة وسمع كلامها قال:﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ
أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ
أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ
الصَّالِحِينَ﴾
(النمل: 19)
قال: وهل ظهرت هذه الإنابة في
علاقته مع غيره؟
قلت: أجل، فقد كتب لملكة سبأ يقول
لها:﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (النمل:31)