بعد أن قال ذلك فتح لنا الباب ..
فرأينا ما لا يمكن وصفه.. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى رأيت بابا عجيبا، قد علقت عليه
لافتة في منتهى الجمال مكتوب عليها قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا
يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾(التوبة: 34) ا
فسألت المعلم: ما محل هذه الآية
الكريمة من هذا الباب؟
قال: هذه آية هذا الباب، فهذا باب
الاستثمار، والكنز يناقض الاستثمار، ويحاربه ويمنع منه، فلذلك توجهت هذه الآية
للتحذير من الكنز.
قلت: ولكن النصوص التفسيرية قد لا
تسمح لك بهذا النوع من الاستدلال.
قال: فما قالوا؟
قلت: منهم من ذهب إلى أن هذه الآية
الكريمة مختصة بأهل الكتاب، واستدلوا على ذلك بأن الله تعالى ذكر الكنز بعد قوله:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ
النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (التوبة: 34)
قال: أخطأ من ذهب إلى هذا .. القرآن
الكريم منزل على هذه الأمة، ولهذه الأمة، .. حتى ما ذكرته من الحديث عن الأحبار
والرهبان لا يعني الأحبار والرهبان فقط، بل يشمل من زعم لنفسه التصدر في شؤون
الدين للناس من العلماء والعباد سواء كان من بني إسرائيل أو من هذه الأمة أو من
غيرهما من الأمم، فسنة الله في خلقه واحدة.
قلت:
صدقت في هذا.. ولكن مع ذلك هناك من يحمل الآية محملا آخر قد