قال: فهل حال ذلك بينهم وبين الله؟
قلت: كلا.
قال: فحضارة أهل الجنة حضارة الرخاء المؤمن، فتشبهوا بها.
قلت: في نفسي شيء مما تقول .. فلا ينبغي أن يقاد الناس إلى الله بمثل هذا.
قال: ألم يجعل الله من سهام الزكاة سهما للمؤلفة قلوبهم؟
قلت: أجل، فقد قال تعالى:﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة:60)
قال: أتدري ما سره؟
قلت: حتى يكفوا شرهم عن المسلمين.
قال: وحتى يعلموا من غنى المسلمين، وحسن أحوالهم ما يجعلهم يحنون لسلوك سبيلهم .. أليس فقراؤكم يحاولون تقليد أغنيائكم؟
قلت: أجل .. وقد عرفنا بعض ذلك.
قال: فاعتبروا بهذا .. لتضعوا المال الصالح في أيدي الرجال الصالحين الذين يمثلون عبودية الرخاء لله، كما مثلها سليمان وحضارة سليمان.
السماحة:
قلت: فما الوظيفة الرابعة من وظائف الشهادة التي يتوجب على أولي الأمر القيام بها ليكونوا أمثلة صالحة عن الإيمان وأهل الإيمان؟