بعد
أن مررنا على جميع تلك الأبواب صادفنا باب عظيم احتوى على جميع أصناف البهاء،
فصحت: هذا باب الجنة .. لا شك في ذلك .. لكنا لم نمرر على الصراط الذي هو أدق من
الشعرة وأحد من السيف.
قال
لي: لا .. هذا باب مدائن الدنيا .. ولكن ـ مع ذلك ـ لا مانع من أن تعتبره بابا من
أبواب الجنة، ففي الدنيا من روائح الجنة ما لا يشمه إلا الصديقون.
قلت:
والصراط؟
قال:
لقد مررت به.
قلت:
أتقصد هذا الطريق الذي سلكناه، والأبواب التي فتحت لنا؟
قال:
أجل، فهو أدق من الشعرة، وأحد من السيف.
قلت:
ولكنا كنا نسير فيه بسهولة ويسر.
قال:
لأن النور كان معنا .. ولولا النور لتهنا عن طريقنا .. ولخرجنا إلى أبواب جهنم
الكثيرة.
قلت:
أهناك إذن أبواب لجهنم تؤدي إليها تلك المسارات التي رأيناها؟
قال:
أجل، وهي التي سلكتها مدائن عاد وثمود وسدوم وعمورية، ومدائن الشرق الآفل، والغرب
الذي أراد أن يقتل التاريخ.