قال: سيعرفهما أولادك .. ولعلهم يعتبرون بهما.
قلت: فكيف نفتح هذا الباب؟
قال: ككل الأبواب .. ندخله بفتحه.
قلت: ولكن أين المفاتيح؟
قال: المفاتيح هي الحقائق التي وعيتها أثناء مرورك على الصراط .. فهل وعيت ما قلت؟
قلت: نعم .. وعيته، ولله الحمد والمنة، ولك الشكر والفضل.
قال: سنرى.
قلت: ماذا؟
قال: إن كنت وعيتها بصدق، فسيفتح الباب بمجرد أن نقترب منه، فإن لم يفتح، فهذا دليل على أنك لم تكن صادقا في وعيك.
قلت: لا تخف يا معلم، فأنا واثق مما أقول .. فالمرارات التي عشتها في مدنيتي جعلتني لا أعي فقط ما قلنا، بل أحفظه، وأعيشه.
قال: ولكن .. ألم أخبرك أن الوعي الذي يتوقف على الذاكرة والحفظ لا يكفي وحده؟
قلت: تريد الحب والعزيمة.
قال: لا يكفي للتغيير أن تعرفوا ما لم تمتلئ قلوبكم ببذور الشوق التي تنبت ثمار العزيمة.