قلت: قال له ما نص عليه القرآن
الكريم من قوله تعالى:﴿ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ
مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾ (النمل:39)
قال: فهل كان ما طرحه العفريت
مقبولا من جهة سرعة إحضاره؟
قلت: أجل، فلا أظن أن هناك وسيلة
معاصرة تستطيع إحضارالعرش بهذه السرعة.
قال: وهل رضي سليمان u بما طرحه العفريت؟
قلت: لا، بدليل أنه لم يكتف به، بل
سمع للذي عنده علم من الكتاب، فقد ضمن له سرعة أكبر.
قال: فهذا هو التطوير: مثالا ودليلا
.. فإن سليمان u لم يرض بما اقترح العفريت، بل ظل يتطلع إلى سرعة أعظم، إلى أن حصل
عليها.
قلت: أجل هذا واضح من القصة، ولكن
ما علاقة التطور بالعمل، ثم ما علاقة ذلك كله بالفقر والتخلف؟
قال: من الخطأ أن تعالج الفقر بوضع
مرهم بسيط على جرح من جروحه، ليندمل، أو لتجففه الشمس، ثم تتصور بعد ذلك أنك عالجت
الفقير، وقتلت فقره.
قلت: فما علاقة التطوير به.
قال: التطوير يبحث عن استغلال سنن
الله أتم استغلال، وهو ما يضمن للفقير وصول رزقه إليه على أتم الوجوه.