قال: لقاح الأمل في الله.. وفي حفظ الله.. وفي فرج الله.. فهذا اللقاح هو الذي يقي أرواحهم من فيروسات اليأس القاتلة.
قلت: فهمت كل هذا ـ يا معلم ـ ولكني لا أعرف أن مثل هذا يمكن اعتباره علاجا؟
قال: لم؟
قلت: لأن العلاج هو الذي يقضي على المرض، أما هذا، فلا يفعل شيئا.. بل المرض هو المرض.
قال: فهل جميع أدويتكم تقضي على الأمراض؟
قلت: منها ما يقضي، ومنها ما يخدر.
قال: أفلا تلجأون إلى هذا النوع من الأدوية المخدرة في كثير من الأمراض؟
قلت: بلى.. نلجأ إليها.. بل لا تكاد تخلو وصفة منها.
قال: فاعتبروا هذا من ذاك.
قلت: ولكني أعتبر هذا نوعا من الكذب على النفس.. وكأني أقول لها: لقد شفيت، مع أن الطعنات التي يواجهها بها المرض لا تزال تنخر قواها.
قال: لا.. ليس هذا من الكذب.. بل هو من سياسة النفس.
قلت: ما معنى هذا؟
قال: ألم تسمع قوله a: (إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئا، وهو يطيب بنفس المريض)[1]
قلت: بلى..
قال: فقد شرع a في عيادة المريض أن ننفس عنه، ونبسط له جناح الأمل، فالأمل
[1] الترمذي وابن ماجة.