قلت: ولكن الجسد ـ مع ذلك ـ يبقى عليلا، فهو كالتبن الذي
يخفي النار التي تلتهمه.
قال: والأمل هو الماء الذي يطفئ تلك النار، فلذلك قد يكون
فيه من القوة بحيث يستطيع القضاء على المرض..
قلت: إذن دور هو القسم من أقسام المستشفى هو البحث عن كل
ما يشرح صدر المريض من الأعشاب والأغذية.
قال: لا.. ليس هذا فقط.. وهذا ميدان أطباء هذا القسم من
المختصين.. ولكن هناك شيء آخر، وهو أهم من تلك الأدوية.
قلت: أهم من تلك الأدوية!؟
قال: أجل.. فتلك الأدوية قد يفلح مفعولها، وقد لا يفلح..
بينما هذه الأدوية التي سنزور أقسامها لا شك في جدواها.
قلت: فما هو منبع هذه الأدوية؟
قال: حسن الظن بالله.
قلت: لم كان حسن الظن منبع الأمل؟
قال: لأنه يجعل القلب متوجها لخير الله منتظرا فضله، والله
عند ظن عبده، وقد قال
[1] ويدل لهذا قوله تعالى ـ
وهو يبين قيمة الأمل وثمرته النفسية ـ:) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ
وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (آل عمران:126)، أي وما أنزل اللّه الملائكة
وأعلمكم بإنزالهم إلا بشارة لكم وتطييباً لقلوبكم وتطميناً، وإلا فإنما النصر من
عند اللّه الذي لو شاء لانتصر من أعدائه بدونكم، ومن غير احتياج إلى قتالكم لهم. فمع
أن النصر من عند الله، إلا أن إحبار المؤمنين بمدد الله من الملائكة كان له تأثيره
الجميلة في نفوس العصبة المؤمنة.