دخلنا القسم الأول من أقسام حسن الظن بالله، وقد كتب على
بابه ـ بحروف تحمل قوة عظيمة، ممزوجة بلطف عظيم ـ:﴿ كَذَلِكَ اللَّهُ
يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ (آل عمران:40)
قلت للمعلم: لا شك أن هذا هو قسم القدرة المطلقة.
قال: أجل، وهو من الأقسام الهامة التي يحتاج المرضى
اليائسون من المرور عليها.
قلت: لم؟.. وأي داء يعالجون؟
قال: أول ما ينفخه الشيطان من بذور اليأس في نفسك هو
إخبارك باستحالة إصلاح ما حل بك، فلذلك كان علاج هذا الداء بقتل هذه البذور في
مهدها قبل أن تنبت.
قلت: وما تنبت؟
قال: شجرة اليأس القاتل.
قلت: وكيف تقطع هذه الشجرة إن نبتت؟
قال: بدلالاتها على القادر الذي لا يستحيل معه شيء.
قلت: أالله؟
قال: وهل هناك قادر غيره.. فاعتقاد المؤمن بقدرة الله
المطلقة، والتي لا يقف المستحيل أمامها تجعله يشعر باستناده إلى ركن عظيم، وهذا
الشعور هو الذي يولد فيه الأمل من