responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 110

جهة، ويحضه على التوجه إلى الله من جهة أخرى، وفي كلا الأمرين يبتسم أنينه، وتنفرج أسارير قلبه.

***

بينما كنت أستمع للمعلم رأيت رجلا يمر على المرضى، ويقول لهم: (اذكروا زكريا.. اذكروا زكريا)

قلت: أرغب هذا عن دين محمد a إلى دين زكريا u.. ما باله لا يدعوهم إلى ذكر الله.. ويدعوهم إلى ذكر زكريا؟

قال: ذكر زكريا هو ذكر لمحمد.. وذكرهم جميعا هو ذكر لله.. فلا يحجب أهل الله عن الله.. الصراع هو الذي تكون فيه الحجب.

قلت: أستغفر الله.. لكن لماذا خص زكريا u؟

قال: هو ينبههم إلى التدبر في قصة زكريا u عندما رأى مريم ـ عليها السلام ـ وعندها من رزق الله ما احتار في سببه، فقال لها:﴿ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَت هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (آل عمران:37)

ففي ذلك الحين امنزج الشعوران لدى زكريا u: الشعور بقدرة الله المطلقة التي لا يقف في وجهها الزمن ولا المستحيل، والشعور بفضل الله العظيم، فهو يرزق من يشاء بغير حساب.

وعندما امتزج الشعوران توجه لله طالبا ما كان يتصوره مستحيلا يستحي أن يسأل الله تحقيقه، قال تعالى مؤرخا لتلك اللحظة التي كانت فتحا عظيما على زكريا u:﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ (آل عمران:38)

قلت: حينها جاءته الملائكة ـ عليهم والسلام ـ بالبشارة، وبتحقيق الأمل الذي كان حبيس القلب، واستحيا اللسان من إبرازه، قال تعالى:﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي

نام کتاب : ابتسامة الأنين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست