قال: وحينها ـ كذلك ـ انحلت عقدة لسان زكريا u متعجبا من هذا، لا منكرا له،
فسأل الله عن كيفية ذلك كما سأله الخليل u من قبل عن كيفية إحياء الموتى، فرده
الله إلى مشيئته المطلقة، قال تعالى:﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي
غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ﴾ (آل عمران:40)
قال: أعرفت الآن لم كتبت هذه الآية في مدخل هذا القسم؟
قلت: أجل..
قال: ولهذا يملأ القرآن الكريم نفوسنا وضمائرنا بقدرة الله
المطلقة، لنتوجه بكل كياننا إليه، فلا نعتقد أن هناك مستحيلا أمام الله، وأمام
قدرة الله، قال تعالى:﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي
السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً﴾ (فاطر:44)
***
مر رجل آخر على المرضى، وهو يقول لهم: (اذكروا السموات
والأرض.. اذكروا العرش والكرسي)
قلت: لم يذكرهم بهذا؟
قال: لينبههم إلى قدرة الله المطلقة.
قلت: يا معلم، لم نرى القرآن الكريم يمتلئ بذكر السموات
والأرض في مواضع الحديث عن القدرة؟
قال: لأن أكبر ما ترونه هو السموات والأرض، وهما ماهما.
قلت: يا معلم.. نحن نرى الأرض، ولكنا لا نرى إلا جزءا
بسيطا من السماء.