قال: هو من الأسماء الدالة على الفضل وغيره، فلا يمكن
للقادر أن يكون قادرا إلا إذا كان حيا.. فالحياة هي الصفة التي تعتمد عليها جميع
الصفات.
قلت: عرفت هذا.. فنحن لا يمكن أن نقوم بأي عمل إلا إذا كنا
أحياء.
قال: مع فارق عظيم بين حياتكم البدائية البسيطة وحياة الله..
ألا تعلم أن الله ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الشورى:11)
قلت: فما علاقة الحياة بفضل الله؟
قال: لا يمكن أن تدعو ميتا.. ولا أن يستجيب لك ميت.
قلت: صدقت.. لقد عبر الشاعر عن ذلك، فقال:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
قال: بل عبر الحق تعالى عن ذلك، فقال:﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ
الَّذِي لا يَمُوتُ ﴾
(الفرقان:58)، فقد ربط بين التوكل
والحياة.. والتوكل هو استعانة بالله واستسلام مطلق لله ناتج عن ثقة عظيمة بفضل
الله.
قلت: ألهذا إذن يقترن هذا الاسم بالأمر بدعاء الله، كما قال تعالى:﴿ هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ﴾
(غافر:65)؟
قال: أجل، أي لأنه حي، فادعوه، لأن الدعاء لا يكون إلا
لحي، وقد ورد الدعاء بهذا الاسم في هذا الباب، فقد روي أن رسول الله a قال: (ما كربني أمر إلا تمثل
لي جبريل، فقال يا محمد: قل توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ
ولدا، ولم يكن له