واختار آخرون أن يغفلوا بالمبتلي عن البلاء، لكن سوء الفهم
طرق لهم أيضا، فاعتبروا الثورة على البلاء ثورة على المبتلي، ومنازعة الأقدار
بالأقدار محاربة لأقدار الله، فحجب سوء فهمهم عن مقاصد أهل الله، وأساء المعرفة
بالله.
قلت: فما
علامة الشفاء التي تسمح للمريض بالخروج من المستشفى؟
قال:
الابتسامة.. ابتسامة الأنين.
قلت: ألا
تجرون له أي تحاليل للتأكد من سلامته؟
قال: أما
تحاليلكم.. فلا نجريها.. ولكن لنا تحاليلنا الخاصة.
قلت: من
أطباؤكم؟
قال: لكل
قسم أطباؤه، وسنمر عليهم، ونتعرف بهم، ونستفيد منهم.
قلت: فما
أنواع الأمراض التي يستقبلها هذا المستشفى؟
قال: كل
الأمراض أمراض.. وكل الأنات أنات.
قلت: لم
تفهمني.. نحن لدينا مستشفيات تخصصية.
قال:
أنتم تتعاملون مع الجسد المركب.. ونحن نتعامل مع الحقيقة الواحدة، فلذلك لم نحتج
لما احتجتم إليه.
قلت: فما
نسبة الشفاء في هذا المستشفى؟
قال:
سمعتكم تعبرون عن الكمال بالمائة.
ضحكت،
وقلت: تقصد مائة بالمائة.
قال: إن
أردت الشفاء التام لكل من يدخل، فهو تعبير صحيح.
قلت: فكم
من المال يدفع من يدخل المستشفى؟
قال: ما
نصحك من طلب منك مالك، ألا تعلم أن العفاف شرط من شروط السلام؟