قال: من عيون الحكمة النابعة من بحار السلام.
قلت: اعذرني.. لقد نسيت.. تصورت نفسي أجري حوارا مع مستشفى من مستشفياتنا.
***
رأيت أقواما مختلفين يدخولون هذا المستشفى، والكدورات تملأ نفوسهم، والظلمة تغمر وجوههم، قلت: من هؤلاء؟
قال: أنت.
قلت: كيف.. فأنا هو أنا.
قال: كلهم رأى في أعماقه ما رأيت في أعماقك، فجاء يبحث عن شفاء.
رأيت آخرين يخرجون مبتسمين تشرق أسارير وجوههم بالنور، وتسري في أوصالهم العافية، قلت: من هؤلاء؟
قال: هؤلاء الذين أذن لهم بالخروج من المستشفى، بعد أن امتلأت أرواحهم بحقائق السلام.
قلت: أطال مكوثهم؟
قال: منهم من يمكث ثانية.. ومنهم من يظل عشر سنين.. ومنهم من يموت في المستشفى.
قلت: فلماذا تفاوتوا.. ألا يقدم لهم علاج واحد؟
قال: تفاوتوا بتفاوت الهمم.. فمنهم من أنس وسكن، ولم يرحل.. ومنهم من ارتفعت همته.. فراح يبحث عن دور السلام الأخرى ليصعد من خلالها إلى الله.
قلت: فما تنصحني حتى لا أقع فيما وقعوا فيه؟
قال: بالرحلة الدائمة والعبور المستمر.. ضع بين عينيك دائما:﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ